إن المتمعن والمتابع للقضايا السياسية والحقوقية المحلية والإقليمية يجد بصورة لا تدعو للشك تعشعش للطائفية في العقول والتعصب حاضرا في الدفاع عن متبعي المذهب إذا تعرض لإنتهاك حقوقي أو لظلم سياسي ولو إدعوا غير ذلك وهذا ظاهر جدا من خلال المتابعة,
حيث أن "أغلب" السنة إنبروا دفاعا عن إعتقال العريفي وما يتكرر من ظلم سياسي للأخوان في مصر ولكنهم مع إعدام الشيعة ومع أفعال داعش الإجرامية ومع الثورة السورية وضد الثورة البحرينية والحراك الشيعي عموما ولو كان من أجل المطالبة بحقوقه ومع ذلك يد...عون بأنهم إنسانيون ومتسامحين,
وأيضا مع "غالبية" الشيعة حيث أنهم إنتفضوا ضد الحكم الصادر بإعدام النمر في السعودية وضد الأحكام الصادرة ضد البحريني نبيل رجب أو أي شيعي محتجز ولكنهم مع إجهاض الثورة السورية وقتل السنة هناك وفي العراق وسوريا هم مجاهدين لا يختلفون تماما عن المجاهدين السنة ومع إعتقال العريفي ومع ما يحدث ضد الأخوان المسلمين في مصر ومع ذلك يدعون بأنهم إنسانيون ومتسامحين,
حتى هنا في عمان فنحن لسنا بحال أفضل من غيرنا بما يخص الشيعة والسنة والإباضية "كأغلب", حيث أن الدكتور طالب المعمري ولأنه سني فقلما تجد من المذاهب الأخرى من يطالب بالعدالة له وهذا واضح جليا.
الظلم والقهر لا مذهب لهما والسعودية ليست بنظام الذي يرعى السنة وليست إيران بالنظام الذي يرعى الشيعة لكي ننقاد معصبي العينين لهم ولا للعلماء فالله منحنا عقلا لنفكر به ونحدد إختياراتنا بأنفسنا وإلا نزلنا من مرتبة الإنسانية إلى ما دونها,
فعلا أن الطائفية معشعشة في العقل العربي اللاواعي ولو إدعى عكس ذلك حيث يتضح ذلك في ردود الأفعال وإتباعا بشكل أعمى لعلماء المذهب أو للسلطة إذا كانت من المذهب نفسه ولو كانت على خطأ والكل يدعي أنه متسامح وغير متعصب,
الازدواجية في الحكم على الأحداث توضح ذلك, حيث أن الشيعة كانوا مع الحوثيين ولو أنهم على خطأ والسنة ضد الحوثيين ولو أنتهكت حقوقهم وهذا ينطبق على الأحداث في العراق وسوريا والبحرين.
نشتكي جميعا في الشرق الأوسط (السعودية وعمان والبحرين وإيران وسوريا والعراق ومصر وغيرها) من فساد وإستبداد السلطات مدعومة بقوى الإستبداد الاجتماعية والقبلية والدينية والعسكر والأمن ومحتكري التجارة ومثقفي السلطةوأبواقها ومنتفعيها, هل رأيتم فالظلم لا يعرف المذاهب أو الدين بل يعرف كيف يستغل العقول المقيدة والتي تهوى التقديس والإتباع الأعمى؟
قولوا للخطأ خطأ وعودوا لإنسانيتكم
No comments:
Post a Comment