عندما قرأت مقالة صديقي الروائي والناقد السوري هيثم حسين المنشورة في صحيفة العرب اللندنية بعنوان ((2+2=5) سبع دقائق سينمائية إيرانية أدهشت المتفرج), تملكني الشعور لمشاهدته تكرارا ومرارا,
فيلم قصير لكنه عميق جدا في الفكرة ويحكي واقعنا المؤسف بكل تجلياته وشواهده من إستبداد وديكتاتورية وتشويه للحقيقة بهدف المحافظة على السلطة وما ذلك يبدأ إلا بالسيطرة على الفكر والتحكم به وقمع أي رغبة في التفكير بحرية.
يقول هيثم حسين في وصفه الرائع للفيلم:...
((لا وجود للمنطق في عرف الطغيان والاستبداد، فكل ما في عالم الطاغية المستبد خارج عن حدود العقل والمنطق. المستبدّ يعادي كل ما ومن حوله، يرى في كل شيء مشروع ثورة عليه، لذلك فهو لا ينفك يحاول قولبة رعيته وفق رغباته المرضية.
يشكل عالم الطفولة مجالا رحبا للمستبدّ كي يعمل على تنشئة أجيال تحرص على تقديسه وتهتف بتأبيده، ويستعين بالخبراء في هذا السياق ليحكم سيطرته على التفكير ويكبّل أيّ اجتهاد ويلغيه، بل ويعاديه وينسف صاحبه حين لا يوافق على ما يرتئيه وما يفرضه.
لا يكتفي الطاغية برسم دائرة التحرّك لمحكوميه فقط، بل يفرض عليهم الحركات أيضا، ويصل الأمر به إلى قلب قواعد الرياضيات كي يوهم بأهميته وتفوقه وما يمتاز به من خوارق، وذلك باعتماد القاعدة البائسة بالكذب المتواصل حتى تصديق الكذبة، وتزييف الحقيقة.
كمثال على هذا التصرف المشين بحق الطفولة والعلم والإنسانية، يمكن الاستشهاد بالفيلم الإيراني القصير (2 + 2 = 5) الذي لا يتجاوز سبع دقائق، والذي يظهر جانبا من تشويه الطفولة بغية تكريس حكم الطغيان والجنون.))
رابط الفيلم:
https://www.youtube.com/watch?v=h0oCCtZ-QVA
No comments:
Post a Comment